لهذا.. نحبهم 
كثر الحديث فى الفترة الأخيرة على صفحات الجرائد (المغرضة) عن ما يسمونه صراع
كثر الحديث فى الفترة الأخيرة على صفحات الجرائد (المغرضة) عن ما يسمونه صراع
الأجيال داخل جماعة الإخوان المسلمين – التى أصبح الحديث عنها بالمدح أو بالقدح من
أهم وسائل الترويج للصحف – بين من يسمونهم الحرس القديم ، رجال النظام الخاص
وبين جيل الإصلاحيين ( جيل الوسط ) ، وهذه القضية التى يحاول الإعلام أن يوهم الناس
بأنها عميقة عند الإخوان تحتاج منا إلى وقفة موضوعية نحاول فيها التعرف على طبيعة
العلاقة بين الإخوان بأجيالهم المختلفة ، وكيف ينظر كل جيل إلى الجيل الآخر ، وإننا
ندعوا كل منصف يرغب فى معرفة الحقيقة إلى الاقتراب من الإخوان ومعايشتهم ويكفى
فى هذه المقدمة أن نذكر موقفين أحدهما رأيته بنفسى والآخر مشهور حتى أن الصحف
علقت عليه ،
أما الأول : ففى إحدى الجولات الانتخابية (عام 1987) لقينا أحد الإخوان الكبار( الحاج
عبدالعظيم حبيب ) كنا نعرفه (عمره حينئذ قرابة السبعين عاماً) أمام إحدى مكتبات
الإخوان (ونحن حينئذ طلاب فى الثانوى والجامعة )
فرحبنا به بشدة وعرفناه بأنفسنا كل يبدأ بقوله : أخوكم فى الله ، وجاء دوره فقال أخوكم
فى الله ، فقال أحدنا أبوكم فى الله ، فرد الحاج على الفور : لا ...نحن كلنا إخوة فى الله ،
الكبير والصغير ، فأحضرنا له مقعداً وعرضنا عليه الجلوس ، فرفض وقال اجلسوا أنتم ،
أما أنا فقد كنت أقف فى السجن 8 ساعات يومياً حتى أصبحت لاأتعب من الوقوف .
بالله عليكم :أى الطرفين الشاب وأيهما الشيخ ؟!!!
الموقف الثانى والمشهور ، هو تقبيل الإخوان الشباب ليد المرشد بل ويد كثير غيره من
كبار الإخوان فإذا جمعنا لقاء مع أحد هم ، رأيت أكثر الشباب يقبل يده كما يقبل يد أبيه
بكل الحب والاحترام ، ويتسابق الجميع لخدمته
(ولسان حاله يقول : هكذا أُمِرْنا أن نفعل بعلمائنا )
وفى حلقات قادمة سنتناول قطوفاً من سيرة ومواقف كبار الإخوان،
ليعرف الناس.. لماذا نحبهم!!!!
